مشاهد



       مشاهد عبر الثقب !  

في إحدى المستشفيات تأخر موعدي فلجأتُ لصالة الإنتظار 
 بعد مرور نصف ساعة بدء الملل يستوطن أعماقي لإنني كنت وحيدة 
لم يرآفقني أحد غير عقرب ساعتي الذي أصبتُ بالإضطراب من صوته !
وقفتُ أبحث عن متعةٍ أتسلى بها لحين منادآتي 
لم أجِد ..
فتوجهت لأترقب النآفذة وأطمئِن عن أحوآلها
ولكن .....
كانت النوافذ مجلدّه بجلادةٍ سوداء !
من شدّة السواد يمكنك رؤية إنعكاسك من خلاله 
غضبت من هذه الحركة ، وشتمت الذي قام بها
ومن حسن حظي بتلك اللحظة وجدت طرفاً صغيراً
بالكاد إستطعت ان أسترِق النظر منه ، واتأمل الحياةُ كيف تسير من خلفه 
بقيت لمدة ساعة أترقبُ الأحداث بصمت وعناية
كل حدث شاهدته ذلك اليوم كان مُثيراً للأهتمام،  حينها لاشيء إستطاع السيطرة علي إلا التساؤلات 
 المشهد / الأول :
رجلٌ شاب به الزمان ، متكأً بكل ألم على عكازين
 كان يسير ببطء شديد ورأسه مرة في الأرضِ ومرة لأعلى السماء !
كان متحسراً على حاله، ويرجو من الله أن يلطف به 
اعتقدت بأنه يبحث عن عيادة العظام 
ولكنه سأل أول شخص واجهة.. أين عيادة القلب ؟؟؟
يبدوا انه كان يبحث عن إجابة سؤاله عند طبيب القلب 
سؤال  - ماذا لو انني الآن أسند ضعفي على ابنائي بدلاً من هذه العكازتيـن ؟ 
 المشهد / الثاني :
 امرأة تبحث في موقف السيارات عن وجه أبنها الذي أنزلها وحدها وأغلق هاتِفه .
المشهد / الثالث :
شاب كان واقفاً على الطريق المجاور من المُـستشفى 
 ويصيحُ بصوتٍ باكيّ * طالباً النجدة  
لم يُجيب صياحه احد ، إلا الريح الذي هبّ !
المشهد / الرابع :
طفلة تبيع الورد عند بوابة المستشفى
لم يعبرها أحد ، لإن أخبار الشفاء قد مات أملها !
.
بعد هذه الأحدآث التي شهدتها بعيني خلال الساعة الواحدة 
أدركت أمرين : الأول - ان الفاعل تعب قلبه من المشاهدة 
فـتعمدّ إغلاق النوافذِ بالسوآد وكأنه كان يشرح ما يحصل ببساطة، ووضوح  !
الثاني - الفاعل اردا إيصال رسالته
.

 (( إهتم بالإنعكاس الذي ظهر من هذا السواد )) !

 رهف الخليوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                               ونجمــةٍ تؤخذ على مهَل، وتُـــزرع بالعنق ..