نعمة البكاء




       نعمة البُــكاء !

أدركت مؤخراً بأن الكلام الذي بداخلنا حين يفيض عـلى هيئةِ دموع 
فهو نعمة من الله علينا، لإنه يغسلنا ويطهرنا من كل الألم المخبأ بأعماقنا ..  
البكاء إستفرآغ للمشاعر السيئة لذلك ينبغي علينا أن نمارس هذه النعمة من حين لآخر ..
ونستفرغ كل شعور حزين ووحيد بداخلنا، بالنسبة لي فـ أنا أمارسها حين يضيق بي الأمر
ولكن أمثال أميّ الحنونات يصعب عليهم هذا الفعل، ويخشون هذه النعمة جداً 
لإنهم لآيرغبون بأن يُثيرون قلقك نحو دموعهم
فكل الذي يفعلونه حين يحاصرهم القلق ، الخوف ،  الشوق ، الألم  
يُمهدونه بداخل حنايا صدورهم، ثم يبلعون غصاتِهم بصمتٍ وحنآن
وفي آخر الليل حين تسترق السمع من خلف الأبواب والنوآفذ 
تصير دموعهم .. شهقات ! 
ويصير الدمع عاشِقاً لأوردة القلب .. 
والعين تستنجدُ رآغبةً بالهطول فلا تستطيع ! 
لإن الزمن قد فات، ولإنها إعتادت على صدّ دموعها
وقد أقسمتّ بأنها لن تمسُّ إلا القلب وتدمره بهدوءٍ تام 
فقليل من الكبت، وقليل من الكبت، وقليل من الكبت 
سيهدُّ جبال قوتك مهما عظمت ويتحول الأمر إلى مرضٍ
فتكون عرضةً للإصابةِ إما بالضغط الحاد ّ أو الإكتئاب 
كل هذا نتيجة أمرٍ وآحد  
" تناولك لدمعك وأنت ترسم الضحكة على ملامحك "
بينما أنت غارِقاً من الدآخل بألآفٍ من الدموع  
وبعد أن فات الأوآن أصبحت منهمكاً بالبحث عن زورقٍ للنجاة 
لآحِق نفسك من الان فصاعداً .. حين يضحك قلبك أرجوك حاول أن تضحك فعلياً
وحين يبكي قلبك حاول أن تبكي بجدية 
ولكن من فضلك (لا تخلط بين الأمرين معاً فتكون أنت الضحية) .. 

 رهف الخليوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                               ونجمــةٍ تؤخذ على مهَل، وتُـــزرع بالعنق ..