الأربعاء



غُرفة 3 ..
يوم من أيام مرافق منهك من عذاب الروح ..



كنت أحمل بحقيبتي بعض الكتب لاقرأها له حين يتملل وتبدأ أنفاسِه تضيق من جدران الغرفة
 المُعبئـة برائحة المورفين و الموت ..
كنت له العين واللسان، أنا اقرأ وهو كتلميذ مُستمع ..
..
 ( بابا أنا راح أقرا وأنت حاول تعيد وراي شوي شوي )
* كان يعاني أيامها من جلطة أصابت لسانه بالثقل ..

وبعد أن أخذت الموافقة من عينيه بدأت اقرأ ساعة كِتاب وساعة دُعاء 
أنتهي من الجملة وهو بالكاد أستطاع أن ينطق واحده ثم يأشر بأن الأمر صعب عليه 
فأُكمل وحدي وأنا أمسح على شعره ولساني يتمتم بالأدعية 
ثم يسحب يدي ويقبّلها ويقول بثقل لسانه 
( ت ع ب تّ ك ..ح ب وب ت ي ) 

فسقطت دمعة ..


  

وفي حين كانوا يمنعونه من التدخين كنت انا أُهرب له السجائر بأطرافِ ملابسي 
 لقد كنت أفضل شخصٍ يُهرب الممنوعات ؛ لإنني لآ أهرب نوعيةٍ واحدة بل أضع خياراتٍ كُثـر .. 

سيجارة روثمان 
.... وسيجارة إلكترونية
      ..... وسيجارة مارلبورو                                       
         
           
حين يُدخن  لم يكن يدخن وحسب، بل كان ينفث الوجع والعجز من صدره ويحاول أن يجد مخرجاً
 لينتصر على المرض ولم أفعل شيء إلا إنني أُمهد له المخارج وأُزيح كل المطبات عنه ..

  



* سأطبع هذه لوالدي .. ولكن ليس الآن 
بل حين ينتصرعلى المرض لنضحك معاً على ما كتبت والأصح على ما فعلت !...

ولكن أعتقد أنني أحتاجُ كفالةٍ شخصية حينها 
لإنه سيجلدني حتماً حين يذكر ما فعلته بسيجارته الإلكترونية 😥:)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                               ونجمــةٍ تؤخذ على مهَل، وتُـــزرع بالعنق ..